ماذا عن “تمثيلية الحياة”؟ الحياة وهم لكننا نعيشها على أنها حقيقة, فيصبح الوهم حقيقة وبالتالى فهى لا تكون وهم على الإطلاق.
هذا صحيح. حرية الإرادة إنما هى إختبار ما نسميه وهما وما نسميه حقيقة. أنت صائب تماما… الحياة تبدو حقيقية تماما بالنسبة لى. لكننا ننسى أننا نملك القدرة على جعل الحقيقة وهما وأنك فى لحظة تستطيع أن تبدل رأيك. هذه هى النقطة التى أتناولها فى كتابى “عندما يتغير كل شىء, قم بتغيير كل شىء”. تستطيع أن تبدل أية حقيقة لتصبح وهما وتستطيع ان تجعل من الوهم حقيقة. تستطيع إختيار هذا أو ذاك. الشىء الرائع فى الحياة لأنها وهم هو اننا نستطيع جعل أى جزء منها حقيقة. وبنفس الطريقى نستطيع تبديل ما يبدو حقيقى إلى وهم, بمجرد إعكاس العملية. هذا هو ما يعرفه العالم الروحانى. وقد كتب شيكسبير: “ما هناك من شر إلا ما نعتقد أنه كذلك”.
يبدو أنك على إتصال مباشر مع الله. لكن هل ترى أن معرفتك المستخلصة من ذلك الحوار مبنية إلى حد كبير على أسس الديانات السماوية؟
(ضاحكا…) أجل, فكل صفحة من “حوارات مع الله” تحتوى على معرفة حكمة الديانات الكبرى – أفضل ما جاء فى اليهودية, أفضل ما جاء فى المسيحية, أفضل ما جاء فى الإسلام. أفضل مواريث الهندوسية والبوذية (فهى ليست فلسفة بل ديانة). كتاب “حوارات مع الله” يتعدى تلك المواريث ويذهب إلى نطاق أبعد.
لا أعرف ديانة تعلمنا أننا جميعا واحد مع الله وأننا واحد مع بعضنا البعض وأن لا يوجد سوى الله فى أشكال مختلفة. لعل الديانة البهائية هى الأقرب إلى ذلك الفكر. لكننى أقول بوضوح أن كتاب “حوارات مع الله” يقدم للبشرية رسالة روحانية ثورية تجمع بين أرقى أفكار الديانات العالمية وما هو أبعد من ذلك.
أعتقد أن علم الكابالا يعتتنق الفلسفة ذاتها – إن الله فى كل مكان وفى كل شىء
أجل لكن الكابالا ليست ديانة. إنها ليست مذهب أو تفسير لمذهب. إذا سألت يهوديا فى الشارع “هل أنت الله؟ هل تلك الشجرة هى الله؟ هل كان هتلر جزء من الله؟” اليهودى البسيط (وأنا أعلم ذلك لأننى سألت أشخاص كثيرين فى أنحاء العالم يعتنقون ديانات مختلفة) الرجل العادى لن يجزم بذلك أو قد يقول أنه لا يعرف. اليهود يحبون ترديد قول “لا أعرف”. تجربتى مع الديانة اليهودية واليهود تؤكد أنهم إما يجادلون أو يقولون “لا أعرف”. لكنهم نادرا ما يزعمون أنهم على معرفة تامة بمسألة ما وهذا هو الشىء الرائع فى اليهودية. اليهود ليس لهم بابا أو شخص يقول لهم, هكذا تكون الأمور. إنهم ببساطة يجلسون ويتجادلون إلى ما لا نهاية, ويناقشون جميع الإحتمالات.
لكن اليهودى العادى لا يقول “أنا واحد مع الله” بالرغم من أن علم الكابالا ينص على أن الجميع واحد وأن هناك شىء واحد فقط. إنه مذهب مختلف تماما… فى الحقيقة الكثير من اليهود لا يعرفون شيئا عن الكابالا, مثلما لا يعرف أغلب الكاثوليكيين شيئا عن العهد الجديد. يزعمون أنهم كاثوليكيون لكن إذا قرأت عليهم العهد الجديد يصدمون لأنهم لم يقرؤنه.
فى جزء من الحوار أخبرك الله أنك قد عشت حوالى 600 حياة سابقة؟
647 على ما أعتقد لكن من يبالى؟
هل تذكر أى حياة سابقة وهل ترى أنك تتطور من حياة إلى أخرى؟
فى الحقيقة ليس لدى أية ذكرى عن ذلك . قد يكون من الشيق أن أقول لك أجل لكن هذا غير صحيح.
بوسعك أن تتعلم كيفية الإتصال بها…
أفترض ذلك. أجل, انت صائب لكن لماذا أهتم بذلك؟ إلا إذا كان ذلك سيضسف لى معلومات مهمة. أعتقد أن حياتى – أى إدراكى وفهمى إنما هو حصيلة حميع حيواتى السابقة. أعتقد ذلك حقيقة.
أعلم أن جميع تجارب حياتى وحيواتى العديدة السابقة قد أوصلتنى إلى هذه اللحظة. أدرك ذلك بمنتهى الوضوح وأشكر الله على ذلك. لذا فأنا لا أجد فى حياتى ما يسبب لى الحزن. كنت أجد ما يحزننى فى الماضى أما الآن فلا, فأنا أحتقل بكل شىء, حتى أفعالى السيئة التى لم تكن لطيفة بالنسبة للآخرين. الغريب والمذهل أننى أستطيع الإحتفاء حتى بتلك الأفعال – وإن كنت لن أكررها. لكنى أحتفى بأخطائى كخطوات على طريق مؤدى إلى وعى أكبر.
يؤسفنى فقط أننى سببت الألم لأناس فى حياتى. أندم فقط على أن خطواتى نحو وعى أكبر جعلنى أرتكب بعض الأفعال السيئة. أعتذر بشدة لهؤلاء. أعتذر بشدة على ما سببت لهم. لكن على مستوى أعلى أدرك أنهم خطوا تلك الخطوات معى من أجل إرتقائهم. أفهم كل ذلك جيدا. إنه منظور فلسفى للغاية لكنى أفهمه.
هل تستطيع مساعدتى؟ لدى ذكيرات عن حيوات ماضية كنت فى أحدها جندى رومانى…لم نكن سيئين لكننا كنا عنيفين للغاية ونعتقد أننا ندافع عن الوطن. أفهم كل ما قلته يا نيلى, لكنى أريد تطبيقه فى حياتى عمليا فكيف؟
علّم شخص آخر كيف يطبقه. أسرع طريقة لتطبيق شىء فى حاتك هو أن تعلم آخر كيفية تطبيقه. الطريقة الأسرع لتعلم أى شىء هى تعليم شخص آخر. الطريقة الأسرع لإستحضار الحكمة الكامنة فى روحك هى تعليم آخر كيفية إستحضارها.
لذا نجد أن جميع المعلمين الروحانيين العظماء – موسى, إبراهيم, يسوع, محمد, لاو تسو, بوذا – وهم جميعا معلمين بلا إستثناء – فهموا مبدأ تعليم ما تريد أن تتعلمه. فهموا أن الطريقة الأسرع لضم تجربة ما إلى حصيلتك هى أن تجعل آخر يخوضها. لماذا؟ لأننا جميعا واحد… لأنه لا يوجد “آخر”. حتى نشفى الجميع لن نستطيع إشفاء ذلك الجزء من أنفسنا الذى نسميه “أنا”.
المسألة بيسطة للغاية. لن يشفى جسدك إذا لم تداوى قدمك. لن يشفى جسدك إذا تركت اصبعك مجروحا متورما. إشفاء الجسد يستلزم علاج أجزائه المتعددة. لهذا السبب نجد أن كل معلم روحانى عظيم يعبر عن المبادىء الروحانبة بطريقة معينة. هذا هو ما جعل المعلمين العظماء عظماء. لقد فهموا أننا جميعا واحد وأننا إذا لم ندرك جميعا لن يدرك أحدنا – ليس تماما وليس كلية.
الإجابة على سؤالك هى أن تتوجه خارج ذاتك ولا تفكر فى كيفية تغلبك على تحد ما. لا تفكر فى التغلب على ذكريات حيواتك الماضية أو أى شىء آخر… بل كيف يتغلب الآخريون. إذا علمت آخر ذلك ستتعلم تلقائيا وستقوم بإشفاء كليكما. سألت الله, لماذا لا تنجح حياتى؟ أجابنى الله بأن المسألة بسيطة للغاية: تظن أن حياتك تخصك لكنها لا تخصك…لا دخل لها بك بل هى مرتبطة بحياة كل شخص فى محيطك. عندما تداويها هناك ستتمكن من مداواتها هنا.
كم هذا واضح وبسيط…
الله واضح للغاية. إنه غير محاط بغموض كبير.
« العودة إلى الجزء الأول . » العودة إلى الجزء الثانى
26 ابريل 2011
النص: © جيل ديكل. الصور© ناتالى مع جيل ديكل. أجرى هذا الحوار هاتفيا فى 30 أغسطس 2010. نيلى يقيم فى الولايات المتحدة بينما يقيم جيل فى الممكلة المتحدة. حقوق الطبع محفوظة.
الترجمة من الإنجليزية إلى العربية: ايناس فتحى.
I enjoyed reading and reflecting on what I read.
Thank you.
رائع